قصة إسلام سيدنا
عثمان بن عفان رضى الله عنه
كان عند خالته وكانت خالته امرأة كبيرة وعاقلة ، كان مهموما فجلس
عندها ، فقالت له : يا عثمان سمعت بالخبر ؟ قال : ماهو ؟
قالت : رجل يقول أنه أوحي إليه وأنه بعث نبيا فينا ، يأمر بعبادة
الله وحده وبترك عبادة الأصنام ، ويأمر بصلة الأرحام وحسن الجوار وأخذت تعدد عليه
كل مكارم الاخلاق ونقلت له الدعوة كلها ، فتعجب عثمان لأنه شئ جديد ، وعثمان رجل
عاقل وحيي ، فخرج من البيت ليبحث عن هذا الرجل فصادف أبو بكر بطريقه ،
فقال له : يا أبا بكر هل الخبر صحيح ؟
قال : نعم ،
فقال له : من هو ؟
قال ابو بكر : إنه محمد بن عبدالله ،
فقال عثمان : هل هو الصادق الأمين ؟
قال : نعم هو ،
وما إن كلمه أبو بكر إلا شرح الله صدره ، دخل عثمان مباشرة في دين
الله تعالى ، وصار من السباقين الذين دخلوا في هذا الدين ، ذلك الرجل التقي النقي
الحيي .
أول ما بدأ النبي ﷺ بعثته كان عنده بنت اسمها رقية وكانت زوجة عتبة
بن أبي لهب ، فلما أطلق النبي ﷺ دعوته بغضه أبو لهب ، فأمر أبو لهب ابنه عتبة أن
يطلق بنت النبي ﷺ رقية ، فطلقها وعادت إلى بيت أبيها ، سمع بالخبر عثمان بن عفان
فأسرع إلى النبي ﷺ وقال : يا رسول الله أريد أن أتزوج ابنتك ، فلم يتردد النبي ﷺ
وأعطاه ابنته رقية ، فكان نعم الزوج وكانت نعم الزوجة ، فأصبح عثمان صهر النبي ﷺ،
تعذب عثمان كما تعذب غيره من الصحابة وهاجر إلى المدينة وكان تاجرا
وكان ينفق ماله كله في سبيل الله ، هو الذي جهز جيش العسرة ( تبوك ) حتى قال النبي
ﷺ بعد أن جهز الجيش : [ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم]
ويقول النبي ﷺ : [من يحفر بئر رومة وله الجنة]
فيحفرها عثمان رضي الله عنه ، ثلاث مرات يعطي ماله والنبي ﷺ يعده
بالجنة ،
في معركة بدر خرج الصحابة للجهاد وكانت رقية بنت النبي ﷺ زوجة
عثمان مريضة ، فأمر النبي ﷺ عثمان أن يجلس مع رقية ويطببها ويعالجها ، فلما رجع
النبي ﷺ من غزوة بدر أخبروه أن رقية ماتت ، فدفنت رقية وبعد أيام زوجه النبي ﷺ
ابنته الثانية أم كلثوم ، مامن رجل على وجه الأرض وفي التاريخ تزوج ابنتين لنبي
إلا عثمان ولذلك سمي ذو النورين ،
وكان كل جمعة يعتق رقبة ( يشتري عبدا ويعتقه في سبيل الله ) إنه
عثمان بن عفان الذي بشره النبي ﷺ بالشهادة وقال له : أبشرك بالشهادة على بلوى
تصيبك ،
في يوم من الأيام كان النبي ﷺ جالس عند البئر ورافع ثيابه وشيئ من
فخذه مكشوف ، قالوا يستأذن ابو بكر ، قال : اذنوا له بالدخول ، والنبي ﷺ على هيئته
، قالوا يستأذن عمر بالدخول ، قال : اذنوا له ، فدخل عمر والنبي ﷺ على حاله ، ثم
استأذن عثمان ، قال : اذنوا له ونزل النبي ﷺ ثوبه ، فاستغرب أبو بكر وسأل النبي ﷺ
عندما دخلت أنا وعمر لم تنزل ثوبك لكن عندما دخل عثمان نزلته ، لماذا ؟
فأجابهم النبي ﷺ وقال : ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة !
الله أكبر ، عثمان بن عفان تستحي الملائكة
ولَمَّا مَاتَتْ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ أم كلثوم تَحْتَ عُثْمَانَ
، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ((زَوِّجُوا عُثْمَانَ لَوْ كَانَتْ
لِي ثَالِثَةٌ لَزَوَّجْتُهُ ، وَمَا زَوَّجْتُهُ إِلا بِالْوَحْيِ مِنَ اللَّهِ))
إنه عثمان بن عفان الذي كان يقوم الليل بالقرآن حتى أنزل الله آية
فيه وهو يقوم الليل ، قال الله تعالى ( أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ
سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ
يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا
يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ )
وكان النبي ﷺ يحبه لأنه رجل ورع وتقي وإذا جلس عند القبور بكى ،
عثمان بن عفان جمع الناس على مصحف واحد حتى لا يختلفوا ولا يتفرقوا
، وهو الذي كتب المصحف بيده ولهذا قيل ( المصحف العثماني ) وعندما كان خليفة
وأميرا للمؤمنين اجتمع عليه الثوار والظلام وأهل النفاق يريدون قتله وهو كان مريضا
في آخر عمره ، وبدأ يدخل إلى المدينة من ليس من أهلها ، اتسعت رقعة الإسلام فدخل
في الإسلام ضعاف النفوس وأرادوا قتل عثمان بن عفان فتجمعوا عليه في المدينة
وحاصروه أربعين يوما ، يأتيه الصحابة وكان عددهم أكثر من 750 رجل ويقولون له : يا
أمير المؤمنين إن أردت نقاتلهم دونك ، قال لهم : لا والله لا تقاتلونهم ، لأنه لا
يريد الفتنة فليفعلوا ما يريدون ،
فجاءه علي بن أبي طالب ومعه ابنيه الحسن والحسين وقد جهزوا سيوفهم
وقالوا : يا أمير المؤمنين سوف نقاتلهم دونك ، وكان علي شجاع وعنده أبناء شجعان (
سيدا شباب أهل الجنة ) قال عثمان : لا يا علي ليلزم كل منكم بيته
وجلس في بيته يقرأ القرآن لمدة 40 يوم بالحصار ، وفي الليلة
الأخيرة رأى في المنام رؤية "رأى النبي ﷺ وأبا بكر وعمر يأكلون ، فأراد أن
يأكل معهم قالوا : لا لن تأكل معنا اليوم ، صم غدا فستفطر عندنا" علم عثمان
أنها البشارة وينتظر الشهادة في سبيل الله حان يومه ، فصام في اليوم الثاني وجلس
في البيت يقرأ القرآن وزوجته كانت عنده فاقتحموا عليه البيت ، لا يوجد عنده أحد
يدافع عنه لأنه يريد أن يحقن دماء المسلمين ، فدخل الفجار والظلام عليه في البيت
وعندما أرادت زوجته أن تقوم فضربها أحدهم فسقطت ،
فقال له عثمان : ويحك ؛ قطع الله يديك ورجليك وأعمى بصرك وأدخلك
النار ، يقول هذا الرجل : فأخذتني رجفة ورعدة فهربت هذا الرجل رآه أحد التابعين في
الشام في آخر عمره أعمى ومقطوع اليدين والرجلين وملقى على الأرض ، فسأله مابك ؟
قال : أصابتني دعوة عثمان .!